Archives For September 2011

“العادة والتقليد هي عادة سبب الصراع وليس التعاون. الأختلافات العادة والتقليد هي إشكالية أو حتى كارثي.” أستاذ جيرت هوفستيد ، أستاذ فخري ، جامعة ماستريخت  

مقدمة

            تحليل جيرت هوفستيد للعالم العربي لتي تضم بلدان مصر والعراق والكويت ولبنان وليبيا والمملكة العربية السعودية ، والامارات العربية المتحدة  يشير إلى أهمية الإسلام في العادة والتقليد فيها. ولكن هل هناك دليل لهذا التحليل في الكتابة العربية؟ نية هذا البحث هو تحليل كتابة المسافرين العرب لنكتشف اذا هناك أي دليل من تحليل الاستاذ هوفستيد. اولا سنذكر عن أسلوب بحث استاذ هوفستيد وبعد ذلك سنذكر تحليل العالم العربي الاستاذ هوفستيد. نهائيا سنذكر كتابة المسافرين العرب لنشكف اذا هناك أي دليل من تحليل الاستاذ هوفستيد فيها. ومن هذا التحليل سنشاهد ان تحليل الاستاذ هوفستيد عن اهمية الاسلام في العادة والتقليد العربي.

بحث الاستدذ هوفستيد

            بحث الاستدذ هوفستيد عن العادة والتقليد على تأثير القيم في اماكن الشغل. كان اسلوب بحث الاستاذ هوفستيد تحليل قيم الموظفين في شركة اي بي ام من ٧٠ بلدان مختلفة في اواخر الستينيات وبدايات السبعينات.  وعمل الاستاذ هوفستيد بحوث أخرة لتأكيد تحليله من طيار وطلاب في ٢٣ بلدان مختلفة ومن مديرين خدمة مدنية في ١٤ بلدان مختلفة ومن المستهلكين من الطبقة العلوية في ١٥ بلدان مختلفة ومن النخبة من ١٩ بلدان مختلفة. طوّر هوفستيد نموذجاً لوصف الأبعاد الثقافية وهي فارق القوة، الفردانية مقابل الجماعية، الذكورة مقابل الأنوثة، تجنب الغير معروف. طوّر هوفستيد من النتائج الأولى ومن أضافاته الاخيرة نموذجاً لوصف الأبعاد الثقافية وهي فارق القوة، الفرد مقابل الجماعة، الذكورة مقابل الأنوثة، تجنب الغير معروف.

            أضف هوفستيد بعداً ثقافياً اخرى بعد ان جعل بحث دولي ثاني مع تعاون من مديرين وموظفين صينيين على أساس الدينامية الكونفوشيوسية وهي النظرة البعيدة مقابل النظرة القصيرة. تطبق هوفستيد هذا البعد الثقافي على ٢٣ بلدان ولكن البلدان العربية ليست منهم فلذلك لن سيعالجه. بدلا من ذلك سيعالج هدا البحث عن الأبعاد الثقافية التي تطبقها هوفستيد على البلدان العربي وهي فارق القوة، الفرد مقابل الجماعة، الذكورة مقابل الأنوثة، تجنب الغير معروف. فلذلك سنذكر كيف حلل هوفستيد العالم العربي في المنهج الذي ذكرنا سابقاً عن طريق صفة هوفستيد العالم العربي بحسب الأبعاد الثقافية التي استعملها. ولكن اولا من اللازم ان نذكر معنى كل واحد من أبعاد ثقافية هوفستيد بحسب هوفستيد نفسه.

الأبعاد الثقافية

            “فارق القوة” هو درجة قبول أعضاء المنظمات والمؤسسات مثل الأسرة لديهم اقل من القوة لتوزيع القوة. وهذا يمثل ظلم من تحت وليس من فوق ويشير إلى قبول الظلم من ضحايا هذا الظلم لديهم اقل من لاقوة وليس من فوق من الأقوى. من المعروف ان القوة والظلم هي موجودة في أي مجتمع ولكن من المعروف ايضاً ان هناك اكثر ظلم في بعض من المجتمعات من غيرهم.

            الفردانية من ناحية والجماعية من ناحية اخرى هي درجة تكامل الافراد في محموعات. هناك من ناحية الفردانية مجتمعات فيها علاقات ضعيف بين الافراد وكل الافراد في هذا المجتمع يجب عليهم يهتم بنفسهم وهناك من ناحية الجماعية مجتمعات فيها علاقات قوية بين الافراد ولك الافراد في هذا المجتمع يجد عليهم يهتم وأسرهم كل حياتهم. وكلمة الجماعية في هذا المجال لا علاقة مع السياسة ولكنها إجتماعية. مرةً اخرى، موضوع هذا البعد الثقافي اساسي في كل مجتمعات العالم.

            “الذكورة” مقابل “الأنوثة” يشير إلى توزيع الأدوار بين الرجال والنساء وهي موضوع اساسي في أي مجتمع مثل الفردانية مقابل الجماعية. بحث هوفستيد في اي بي ام كشف ان تختلف قيم النساء اقل من قيم الرجال في مجتمعات مختلفة. وكشف ايضاً ان قيم الرجال يختلف من بلد إلى بلد آخر من ناحية بين الرجال الذي يفرض على الاخرين حقوقهم ويحب التنافس إختلافاً كبيراً من قيم النسوي ورجال الذي يتنازل عن حقوقهم بسهولة ويهتم كثيراً بمن حولهم مثل النساء في ناحية اخرى. سمى هوفستيد ناحية الفارض على الاخرين حقوقه والتنافس “ذكورة” وناحية تنازل عن حقوقها بسهولة وتهتم كثيراً بمن حولها “أنوثة”. النساء في البلدان “أنوثة” من ناحية لديهن نفس القيم لديهم الرجال في بلدانهن والنساء في البلدان “ذكورة” من ناحية اخرى هن فارضة على الاخرين حقوقها والتنافسة ولكن اقل من الرجال فلذلك نشاهد فجوةً بين قيم الرجال وقيم النساء.

            معنى بعداً “تجنب الغير معروف” يشير إلى درجة تسامح المجتمع للتجنب والغموض نهائيا إلى بحث الانسان عن الحقيقة. ويشير إلى رد فعل المجتمع للأوضاع غير منظم. الأوضاع غير منظم هو أوضاع جديدة، غير معروفة، مدهش، مختلف عن العادة. يحاول المجتمعات التي “تجنب الغير معروف” تحاول ان تجنب هذه الأوضاع عبر استعمال القوانين والقواعد من ناحية وبشكل فلسفي او ديني عبر الاعتقاد في الحقيقة المطلقة. بانسبة لهذه المجتمعات هناك حقيقة واحدة وهي حقيقة هذه المجتمعات.  الناس في هذه المجتمعات من ناحية هم ناس عاطفيين بينما ومن ناحية أخرى ومن ناحية اخرى الناس من مجتمعات غير “تجنب الغير معروف” الناس أكثر تسامحاً من آراء مختلفة عن آرائهم ولديهم اقل من القواعد ومن ناحية فلسفي وديني فهم نسبية. الناس من المجتمعات “تجنب الغير معروف” هم أكثر بارد وتأملي وليسوا عاطفيين.

            ااما “النظرة البعيدة مقابل النظرة القصيرة” فهي تشير إلى الفضيلة بغض النظر عن الحقيقة المطلقة. قيم المجتمعات “النظرة البعيدة ” هي التوفير والمثابرة من ناحية وقيم المجتمعات “النظرة القصيرة” هي احترام التقاليد وتحقيق الالتزامات الاجتماعية وحفظ ماء الوجه. القيم الجيدة والقيم السيئة من هذا البعد موجودان في تعاليم كونفوشيوس، الفيلسوف الصيني الأكثر نفوذا الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد وبالرغم من ذلك هدا البعد هو موجود في البلدان التي ليس لديها تراثاً كونفوشيوسي. وكما ذكرنا سابقاً هذا البحث لا تناول هذا البعد لأنه ليس موجود في تحليل هوفستيد العالم العربي. وبالرغم من ذلك في رايي العالم من الواضج ان العالم العربي نظرة العالم العربي هي النظرة القصيرة بالنسبة لتعريف هوفستيد.

تحليل الاستاذ هوفستيد العالم العربي

            درجة فارق القوة (٨٠) وتجنب الغير معروف (٦٨) الصفات المهيمن بالنسبة لأبعاد ثقافية هوفستيد للبلدان في هذا الإقليم ومن المحتمل أن يكون في مجتمعاتها نظام طبقي الذي وليس من الممكن ان تتحسن الناس حالتهم فيها وترقى من طبقة إلى طبقة أخرى. وهذه المجتمعات لديها كثير من القوانين والقواعد والضوابط لتجنب الغير معروف بينما يرتفع فيها درجة التفاوت بين الأغنياء والأقوياء والفقراء والضعفاء. وعندما يتم الجمع بين هذين البعدين يعطي للقادة قوة وسلطة مطلقة والقوانين والقواعد والضوابط من هؤلاء القادة يعزز قوة وسلطة هؤلاء للقادة. ولذلك ليس من غير العادي ان يحصل على السلطة هؤلاء القادة عن طريق انتفاضة مسلحة وليس عن طريق الدبلوماسية أو انتخابات ديمقراطية.