مقدمة
ستبحث هذه المقالة في مسألة الهوية والقومية والنظرة إلى الآخر والمشاكل التي يواجه المهاجرين بشكل عام وبشكل خاص في مصر والصين وروسيا. وسوف تبحث هذه المقالة ايضاً تعريف الإرهاب وتبرير العنف العنصري ودور وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام. وستشير هذه المقالة إلى مصدر العشائرية والطائفية والتمييز والعرقية والانفصال والتعصب والانعزالية والقومية والعصبيات والعنصرية والإقليمية والقبلية رهاب الأجانب. وسوف تكون منهج هذا البحث تحليلاً من وجهة نظر إسلامية من ناحية ومن وجهة نظر الليبرالية الكلاسيكية الغربية من ناحية أخرى.
مسألة الهوية والقومية
كانت الحياة الاجتماعية في الفترة ما قبل الإسلام من وجهة نظر إسلامية العصبية الجاهلية. والعصبية الجاهلية لها أربعة أنواع: العصبية للأقارب والعصبية المذهبية والعصبية الأقليمية والعصبية العنصرية. ومن وجهة نظر الليبرالية الكلاسيكية الغربية من ناحية أخرى كانت الحياة الاجتماعية في الفترة ما قبل عصر التنوير التي أدت إلى الليبرالية الكلاسيكية الغربية نفسه فحالة طبيعة فيلسوف بريطاني توماس هوبز في كتابه الطاغوت هي فهم الجاهلية من وجهة نظر غربية.
وحارب الإسلام من ناحية والليبرالية الكلاسيكية الغربية من ناحية أخرى العصبية الجاهلية كل واحد منهما بحسب فهمه. فانتشار الإسلام في الشرق والليبرالية الكلاسيكية الغربية في الغرب. ولكن يبدو ان الجاهلية ليست فترة معينة فعادت الجاهلية إلى العالم الإسلامي ما بعد سقوط الخلافة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وانفصال القوقاز ما بعد سقوط الإتحاد السوفييتي وإلى الغرب ما بعد سقوط الامبراطورية النمساوية المجرية في الحرب العالمية الأولى وانفصال يوغوسلافيا ما بعد سقوط الإتحاد السوفييتي.
وكان صعود القومية سبب سقوط الخلافة العثمانية والامبراطورية النمساوية المجرية والحرب العالمية الأولى. وبعد ذلك كان القومية المتطرفة سبب صعود الاتحاد السوفييتي والفاشية في ايطاليا والنازية في ألمانيا وأدت هذه الاحداث إلى الحرب العالمية الثانية. ولذلك اصبحت الهوية في العالم الإسلامي وفي الغرب في هذه الفترة هوية قومية وحتى قومية قومية متطرفة. ولذلك نسي كثير من المسلمين هويتهم الإسلامية في العالم الإسلامي ونسي ايضاً كثير من الغربيين هويتهم الليبرالية الكلاسيكية الغربية في الغرب. والقومية، مثل كل الهويات العصبية الجاهلية الأخرى على أساس الإختلاف ما بيننا وما بين الأخر.
النظرة إلى الآخر
وبالطبع لا بد من تعريف الآخر كمختلف عنا. ولا بد من نكون نحن أفضل من الآخر من وجهة نظر الآخر كمختلف عنا. ومصدر هذه النظرة إلى الآخر من وجهة نظر إسلامية هو عقلية الشيطان: “وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ” (سورة ٧ الأعراف آيات ١١-١٢).
وعلى الرغم من الليبرالية الكلاسيكية الغربية ليست مسيحية في حد ذاتها ف مع ذلك الليبراليين الكلاسيكية الغربية هم مسيحيين ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن هذه النظرة إلى الآخر من وجهة نظر المسيحية نفسه: “كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح.كيف قطعت الى الارض يا قاهر الامم. وانت قلت في قلبك اصعد الى السموات ارفع كرسيي فوق كواكب الله واجلس على جبل الاجتماع في اقاصي الشمال. اصعد فوق مرتفعات السحاب.اصير مثل العلي” (سفر إشعياء ١٤:١٢-١٤). أما بالنسبة لمصدر هذه النظرة إلى الآخر من وجهة نظر الليبرالية الكلاسيكية الغربية هو حالة طبيعة الفيلسوف هوبز.
المشاكل التي يواجه المهاجرين
ونتائج العصبية الجاهلية هم العشائرية والطائفية والتمييز والعرقية والانفصال والتعصب والانعزالية والقومية والعصبيات والعنصرية والإقليمية والقبلية رهاب الأجانب. وهذا كله موجود عند المهاجرين في مصر والصين وروسيا. من نتائج العصبية الجاهلية في مصر قتل لاجئون سودانيون على يد الشرطة المصرية وهذا مثال العصبية العنصرية وكمثال العصبية المذهبية قتل الاقباط على يد السلفيين. وكمثال العصبية المذهبية والأقليمية والعنصرية نرى أشتباكات عنفية بين اشتباكات عنيفة بين الأويغور والهان. وكمثال العصبية العنسرية في روسيا نرى العنف العنصري ضد المهاجرين على يد الروسيين.
تعريف الإرهاب وتبرير العنف العنصري
من وجهة نظر العصبية الجاهلية تبرير العصبية العنصرية ضد اللاجئين السودانيين على يد الشرطة المصرية أم العصبية المذهبية ضد الاقباط على يد السلفيين أم العصبية المذهبية والأقليمية والعنصرية بين الأويغور والهان أم العصبية العنصرية في روسيا ضد المهاجرين على يد الروسيين سهلاً فبالنسبة للعقلية الشيطانية نحن خلقنا من نار والآخر من طين فنحن أفضل من الآخر على الرغم من نكون كلنا خلق الله من وجهة نظر إسلامي أم مسيحي أم ليبرالي كلاسيكي غربي.
دور وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام
وكذلك من رأي سائقي التاكسي المصريون عن العصبية المذهبية ضد الصهيونيين الذين يعتبرهم إرهابيين وهم يعتبروا نفسهم فدائيين على يد المجاهدين ورأي الصهيونيين العصبية المذهبية ضد المسلمين الذين يعتبرهم إرهابيين وهم يعتبروا نفسهم فدائيين على يد الصهيونيين وهذا كله بفضل تشكيل رأيهما من وسائل الإعلام التي تفسر هذه الأحداث من وجهة نظر مذاهب الطرفان على الرغم من أنهم يدعون إلى أن يكون موضوعيا في تفسيرهم.
استنتاج
فنرى من العصبية الجاهلية أم حالة الطبيعة هوبز فلذلك الجاهلية ليست فترة معينة ولكن بالعكس، كما لاحظ ابن خلدون في المقدمة، هي القوة التي تفسر الاحداث التاريخية والحالية. ونلاحظ من الاحداث السيئة التي حدثت في التاريخ والتي يحدث في الوقت الحالي والتي ستحدث في المستقبل ان هذه القوة يمكنها ان تكون القوة التي ستدمر الحضارة الإسلامية أم الحضارة الغربية أم كل منهما.